اتّخذتُ سيّدة نساء العالمين قدوةً وبنات الرّسالة مثلًا ، فوجدْتُ في ذاتي بعض طيفهنّ ونسمةً من ربيع أخضر ، وبرعمًا اكتمل فأزهر ، ووردةً تفتّحت فباتت أنضر … أنا زهرةٌ من زهرات السّراج المنير ، نشأت وصوت القرآن يواكبني ، وكذا رسالات محمّد وعليّ وبنيهم عليهم السّلام . بلغتُ التّاسعة من عمري ، وقرّرتُ أن أكون في ركب المكلّفات وأكسب رضا الرّحمن ، وجاء الموعد المنتظر ، ولادة قائم آل محمّد (عج) ، كرّمتني مدرستي بحفل مهيب ، برعايةٍ كريمةٍ من مفتي صور وجبل عامل سماحة القاضي الشّيخ حسن عبد اللّه ومجموعة من العلماء وإدارتنا الكريمة وأولياء أمري وصديقاتي . قرأت زميلتي زهراء جفّال آياتٍ بيّناتٍ من القرآن الكريم ، هنّأنا مديرنا العامّ بعد ذلك الحاج عبّاس عبّاس بالحجاب وتمنّى لنا كلّ التّوفيق ، كما ألقى سماحة الشّيخ حسن عبد اللّه كلمةً أعرب فيها عن سعادته بهذه المناسبة الجميلة مهنّئًا سعينا ، ثمّ أدّينا مشاهد مسرحيّة تؤكّد إصرارنا على سلوك الصّراط المستقيم الّذي نشأنا عليه في البيت والمدرسة ، بعد ذلك أنشدنا احتفاءً بولادة حجة اللّه المهديّ ، وقدّمنا عرضًا لأمّهاتنا . لا يغيب عن ذاكرتي القسم الّذي أدّيناه عاهدنا اللّه على القيام بكلّ ما ينصّ عليه القرآن الكريم ، فكان القرآن هديّة غاليةً علينا كرّمتنا به الإدارة . قدّمت الحفل المعلّمة فاطمة ضاهر . وتبقى الصّورة خير تعبير عمّا جرى في ذلك اليوم المفصليّ الجميل .